أهلا بكم، اليوم سنتكلم عن موضوع جديد ألا وهو قصة أصحاب الكهف، وما هي علاقة تلك القصة بقصة الرسول مع قريش والمشركين، وكم لبثوا في الكهف
قصة الرسول مع قريش
كانت قريش تفكر في أسئلة لإحراج النبى صلى الله عليه
وسلم وليعرفوا حقيقة دعوته، فذهبوا لليهود لتخبر يهود قريش بالأسئلة، فقالت اليهود:
أسألوه أولا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ثم أسالوه عن رجل كان طوافا في الأرض قد
بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ثم أسألوه عن الروح
ثم ذهبت قريش إلى النبى وعرضت الثلاثة أسألة عليه، فلم يستطع النبى إجابتهم بسبب عدم نزول الوحى، فقال لهم: غدا أخبركم، وجاؤوه في اليوم التالى فقال نفس الكلام، ولم يقدم النبى المشيئة قائلا: إن شاء الله، وظل هكذا ونزلت آية من عند الله تقول: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا)، ثم نزلت سورة الكهف وفيها إخبار للنبى صلى الله عليه وسلم عن الفتية، وعن الرجل، وسنجيب في هذا الفيديو عن الفتية وعن الروح وسنبدأ بالفتية ألا وهم أصحاب الكهف
بداية اجتماع أصحاب الكهف
بدأت القصة في مدينة جميلة، كان أهلها يعبدون الأصنام
وابتعدوا عن عبادة الله الذى خلقهم، وقال البعض أنهم نصارى، وفى يوم من الأيام كان
هناك احتفال في العيد فذهب القوم لحضور الاحتفال، وفي ذلك الاحتفال يقدمون
القرابين ويفعلون المنكر وكل ما لا يرضى الله، فخرج شاب من القرية أثناء الاحتفال،
وهو متضايق مما يفعله قومه، ثم خرج شاب آخر، ووراءه آخر، حتى اجتمعوا خارج القرية،
وهم متضايقون من هذه الأفعال، وما قومهم عليه، فبدؤا بالتفكير حتى توصلوا أن عبادة
الله هي الصحيحة، وأن الأصنام لا تنفع ولا تضر، وهذه الأحداث تذكرنا بقصة جميلة ألا
وهى قصة إبراهيم الخليل، ثم اجتمع الفتية على موضوع واحد وهو أن الله لا إله إلا
هو إله واحد لا شريك له، وأن الأصنام ما هي إلا أكاذيب اخترعها الشيطان ليضل عباد
الله في الأرض، وبعد ذلك اتفقوا على الخروج من القرية للابتعاد عن القوم الضالين
وفوق ذلك أن ملك المدينة لسوف يقتلهم أو يجبرهم على الرجوع لعبادة الأصنام
مكوثهم في الكهف
هاجر الشباب بعيدا عن القرية وكان هناك كهف في جبل،
فدخلوا ذلك الكهف، وجلسوا قليلا وبعد ذلك غلبهم النعاس وبدأو بالنوم، فناموا نوما
طويلا لا تعقله، وكانت الشمس تأتى إليهم قليلا في الصباح، وقليلا قبل الغروب وذلك
يفيد أجسادهم وذلك في الآية: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا
طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ
ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ
اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا)
ومن رحمة الله
عليهم أنه جعلهم يتقلبون أثناء نومهم حتى لا تحدث مشاكل بجسدهم مثل التصلب، وذلك في
الآية: (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ)
وقد تحققت رحمة
الله عليهم بسبب دعوتهم في الآية قائلين: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ
فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا
رَشَدًا)، وكان معهم كلب، وكان باسط ذراعيه بباب الكهف أي واقف على باب
الكهف من الخارج حتى تستطيع الملائكة الدخول إليهم وذلك في الآية: (وَكَلْبُهُم
بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)، وكانوا نائمين في الكهف تنظر إليهم فتظن
أنهم مستيقظون ولكن في الحقيقة هم نائمون، وذلك في الآية: (وَتَحْسَبُهُمْ
أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ)، وإذا نظرت إليهم شعرت بالخوف منهم وذلك حتى لا يؤذيهم
أحد، أي يقترب منهم أحد ويؤذيهم، ولذلك جعل الله جسدهم تراه فتخاف من هيبتهم، فهذا
فضل الاستعانة بالله
استيقاظ أصحاب الكهف
استيقظ أصحاب
الكهف وبدأ يسأل أحدهم: كم نمنا؟، فرد أحدهم: نمنا يوم كامل، فقال أحد آخر: بل نمنا
أقل من يوم، فقال آخر: الله أعلم كم نمنا من الوقت وذلك في الآية (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ
لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا
يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ)
وبعد ذلك
أحسوا بالجوع فطلبوا من أحدهم الذهاب للمدينة متخفيا حتى لا يعلمه الناس لإحضار
الطعام لهم، وذلك في الآية (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ
فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ
وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا)
فذهب أحدهم
إلى المدينة وقد تعجب، ما هذه المدينة، أليست مدينتنا، من هؤلاء الناس، أين البيوت،
ودخل المحل وعندما اعطى المال للرجل نظر إليه الرجل وقال له: ما هذه النقود؟، فقال
الشاب: هذه نقودى ما بها، فذهب البياع به إلى الملك، وكان الملك مؤمنا، وصار أهل
المدينة جميعهم مؤمنين، فبدأ الشاب يحكى قصته من البداية وبعدما سمع الملك القصة
قال: أنتم مفقودون منذ 300 سنة، فنظر إليه الشاب وتفاجأ تفاجأ كبيرا، فقال الملك له:
خذنى إلى أصحابك، فذهب الملك مع الشاب وكل المدينة معهم، وذهبوا إلى الكهف ودخلوا
عليهم فرأوهم لمدة قصيرة ثم أخذ الله روحهم من جسدهم، وتعجب أهل المدينة والملك من
هذا الحدث العجيب، وقال البعض بعد موتهم ليبنوا مسجدا عليهم، وقال البعض ليبنوا
مبني عليهم، وذلك في الآية: (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا
أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ
بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ
أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ
عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا)
واختلف الناس في
عددهم فقد قال القرآن الكريم (يَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ
وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ
سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا
يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا
تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا)
وقد ناموا في الكهف
مدة 309 سنة وقد ذكر ذلك في الآية: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ
سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)
وكانت الإجابة
عن الروح في القرآن الكريم في الآية : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ
رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)

تعليقات
إرسال تعليق