أهلا بكم فى مقالة جديدة فى مدونتنا مدونة على هامش السيرة اليوم سنتعرف على نبى كان من الأنبياء الذين صبروا وثبتوا، وألقى فى النار فلم يحترق، ألا وهو سيدنا إبراهيم وسنتعرف على حياته مع قومه وبحثه عن الله وقصته مع النمرود وإلقائه فى النار
حياة إبراهيم
سنبدأ من بداية القصة وبداية الحكاية عندما كان إبراهيم يعيش فى بلاد بابل بالعراق، وكان قوم إبراهيم يعبدون الأصنام، ومنه من يعبد الكواكب، ومنهم من يعبد الحكام ،وكان والده آزر صانعا للأصنام من صانعى الأصنام، فقال إبراهيم فى نفسه: أيها البشر هل تعقلون ما تفعلون؟ هل تظنون أن هذه الأصنام تستطيع إبعادكم عن المكائد والمصائب والكروب؟ هل تظنون أن العابد هو من يخلق المعبود؟ هل تظنون أن هذه الأصنام تسم وتبصر وتضر وتنفع؟ عجبََا لكم يا قومى
وكان ينصح أبويه باللين والحسنى للابتعاد عن تلك الأصنام حتى طرده والده من منزله وقد ذكر ذلك فى الآيات
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ
كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا
لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي
قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا
سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ
لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ
مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ
عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ-لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ
وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي-إِنَّهُ
كَانَ بِي حَفِيًّا }
إبراهيم يبحث عن الله
كان
إبراهيم فى يوم من الأيام ينظر إلى السماء فوجد كوكبا، وكان بعض من قوم إبراهيم
يعبدون الكواكب، فقال: هذا ربى، مجاراة لهم؛ لكى يثبت لهم أن الكواكب ليست من
الآلهة، فعندما غاب واختفى، قال: هذا ليس ربى ، الإله لا يغيب عن عابديه، وبعد ذلك
رأى القمر، فجاراهم مرة أخرى، وقال: هذا ربى، وعنما غاب واختفى قال: هذا ليس ربى،
ورأى الشمس فقال هذا ربى، هذا أكبر، مجاراة ثالثة لهم، فعندما غاب قال: هذا ليس
ربى، وذكرت هذه الأحداث فى القرآن الكريم فى الآيات
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (74)وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) قصة إبراهيم مع النمرود
ذهب إبراهيم ليدعو قومه وملكهم، وهو النمرود، فبدأ إبراهيم الحديث معه قائلا: ربى يستطيع إحياء الناس وإماتتهم، فقال النمرود: أنا أحيى وأميت، فأحضر رجلين وقال اقتلوا هذا واتركوا هذا، وظن أنه حينئذ استطاع إحياء الناس وإماتتهم، فقال إبراهيم: الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، فلم يستطع النمرود إجابته، وبعد ذلك سلط الله على قوم إبراهيم الذباب والبعوض وأخذت تأكل فى لحومهم ، حتى اختفت الشمس من كثرتهم، ودخلت ذبتبة فى أنف النمرود وعذبته كثيرا، وذكر ذلك فى الآيات
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)}
إلقاء إبراهيم فى النار
بدأ إبراهيم يدعو قومه لعبادة الله الواحد
ولكن قومه لم يستمعوا له، ولكن إبراهيم بقى على دعوته ولكن قومه كانوا أكثر عنادا، وذات يوم كان قوم إبراهيم ذاهبون للاحتفال في مكان ما، فاستغل إبراهيم الفرصة ودخل
المعبد ومسك فأسه وبدأ يحطم في الأصنام وترك كبير الأصنام ووضع الفأس على رقبته،
وعندما عاد قومه وجدوا الأصنام محطمة فقالوا من فعل هذا وتجرأ على تحطيم آلهتنا
فتذكروا كلام إبراهيم عن التوحيد وعبادة الله فأحضروه وعندما سألوه هل أنت من حطمت
أصنامنا فقال بل فعلها كبيرهم فاسألوه إن كان يستطيع الكلام فقال كيف نسأله وهو
تمثال لا ينطق، وعندئذ أمر الحاكم بإلقاء إبراهيم عليه السلام بالنار وعندما ألقى
في النار نادى جبريل النار بأمر من ربه قائلا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم
وذكر هذا في الآيات
{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ
أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ
لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا
إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ
لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا
إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ
كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ
أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ
مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا
يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا
آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا
وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ
الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا
فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً
وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ}
تعليقات
إرسال تعليق