القائمة الرئيسية

الصفحات

ماذا حدث لإبراهيم عليه السلام بعد خروجه من النار (إبراهيم عليه السلام 2)






أهلا بكم فى مقالة جديدة فى مدونتنا مدونة على هامش السيرة، اليوم سنكمل حديثنا عن خليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسنتكلم عن خروجه من النار، ورحلته إلى الشام، ومعاناة هاجر وإسماعيل، وإبراهيم ومنامه المخيف، وبناء إبراهيم وإسماعيل الكعبة.

خروج إبراهيم من النار

مكث إبراهيم فى النار أربعين يوما والبعض قال خمسين يوما، وفى تلك الأثناء كان إبراهيم يصلى فى النار وقد احترق وثاقه (الحبل الذى كان مربوطا به)، والناس جميعا متعجبون، وقال والده آزر: نعم الرب ربك يا إبراهيم، نعم الرب ربك يا إبراهيم، وقالت أمه: يا بنى إنى أريد أن آجى إليك، فادعو الله ألا تحرقنى النار، فدعا لها إبراهيم، فدخلت وعانقته، وكانت الحيوانات تطفئ النار لإبراهيم، عدا حيوان الوزغ اللعين، الذى أخذ ينفخ فى النار ويشعلها أكثر وأكثر، وبعدها أخرجوا إبراهيم من النار.

إبراهيم يهاجر إلى الشام

هاجر إبراهيم إلى الشام مع زوجته سارة وابن أخيه لوط إلى أرض الشام وقال البعض إلى بيت المقدس وقال البعض إلى حرام، وبعد ذلك هاجر مرة أخرى إلى مصر، قال البعض أنه هاجر لأن مجاعة حدثت فى الشام وقال البعض أنه هاجر ليدعو أهل مصر لعبادة الله.

وقد كان ملك مصر فى ذلك الوقت ملكا لعينا، يأخذ النساء المتزوجات ويفعل بهم الفاحشة والعياذ بالله، فخاف إبراهيم على سارة، وجاء أتباع للملك وسألوه عن سارة فقال لهم: إنها اختى، ثم قال لسارة: وإن هذا سألنى فأخبرته أنك اختى فلا تكذبينى، وذهبت إلى ذلك الملك اللعين، وأدخلوها إلى غرفة وأخذت تدعو الله ألا يمسها السوء، ثم دخل الملك عليها ثم اقترب منها، فشلت يده ، والبعض قال رجله ووقع على الأرض ثم قال لسارة: ادعو الله لى ولا أضركى، فدعت الله له فقام واقترب منها مرة أخرى، فدعت الله أن يقع فوقع، ثم توسل منها مرة أخرى، فدعت الله له مرة ثانية، ثم قام واقترب منها للمرة الثالثة، فدعت الله فوقع، ثم توسل منها، فدعت الله، فقام ونادى حراسه وقال : إنها ليست بإنسان، إنها شيطانة، خذوها وأخدمها هاجر، وأعطى لها هاجر كخادمة، وكان إبراهيم يدعو الله ألا يصيب زوجته مكروه ثم دخلت عليه سارة فأشار بيده للسؤال عن ما حدث فقالت له: رد الله كيد الكافر فى نحره وأعطانا هاجر لتخدمنا.

وبعد ذلك وطلب من لوط عليه السلام أن يهاجر إلى أرض سدوم ليدعوهم لعبادة الله الواحد لكثرة ذنوبهم وفواحشهم والعياذ بالله، وعلمت سارة بأن إبراهيم يريد الولد فقالت له: ادخل على هاجر ، فأنجب منها طفلا جميلا وهو نبى الله إسماعيل، فأحست سارة بالغيرة فقالت لإبراهيم: خذها إلى مكان آخر.

هاجر واسماعيل يعانيان

أخذ إبراهيم زوجته سارة إلى أرض الكعبة الجميلة مكة، ولكن لم تكن الكعبة بنيت فى ذلك الوقت، ولم يكن أى شيء مبنيا فى ذلك الوقت، فكانت الأرض بلا زرع، وترك لها بعض الطعام والماء وذهب، فنادت هاجر سيدنا إبراهيم قائلة: يا إبراهيم لمن تتركنا، فلم يرد عليها، فقالت مرة أخرى: يا إبراهيم لمن تتركنا، فلم يرد عليها، فقالت: إن أمرك الله بهذا فالتفت، فقال إبراهيم: نعم أمرنى بهذا،فقالت: اذهب فإن الله لا يضيعنا.

وبعد ذلك نفد الماء وعطش إسماعيل وأمه هاجر، وهى لا تستطيع إرضاعه، فبحثت عن الماء كثيرا حيث خرجت من الوادى وصعدت جبل الصفا ونادت بأعلى صوت للمساعدة فلم يرد عليها أحد ثم صعدت جبل المروة ونادت فلم يجب أحد وفعلت ذلك سبع مرات وهذا من مناسك الحج عند المسلمين.

وفى لحظة غير متوقعة  جاء جبريل عليه السلام وضرب بعصاه على الأرض فتدفقت مياه زمزم، وشربت هاجر وأرضعت ابنها إسماعيل.

إبراهيم ومنامه المخيف

مرت الأيام والأعوام وكبر إسماعيل، وكان إبراهيم يأتى كل مدة طويلة، وذات يوم رأى إبراهيم منامًا عجيبًا ومخيفًا، رأى أنه يذبح ابنه إسماعيل، ويجب على إبراهيم تنفيذ أوامر الله حيث وصلته على هيئة رؤيا، فأخبر ابنه بالرؤيا، وقد كان ابتلاءًا واختبارًا عظيمًا من الله إحتى يثبتا ما فى قلبيهما لله وإطاعتهما للأوامر، وحين أمسك إبراهيم السكين واستعد لقتل ابنه اسماعيل، جاء من السماء كبش فداء،  ولذلك يذبح المسلمين كبش فداء كل عام فى عيد الأضحى، ونجح إبراهيم وابنه إسماعيل فى تخطى محنة صعبة.

بناء إبراهيم وإسماعيل الكعبة

بنى إبراهيم وإسماعيل أساسات البيت الحرام واختفت مع الوقت ونزلت لباطن الأرض، وبعد ذلك بدأ كل منهم ببناء البيت الحرام، فكان إسماعيل يجمع الحجارة ويحضرها لأبيه، وهكذا استمر الأمر حتى انتهى بناء الكعبة المشرفة.

وقصة ابراهيم الخليل علمتنا الكثير من الحكم والمواعظ، مثل أن الإنسان خلق بعقل ليفكر ويتدبر فى خلق الله، وما دليل وجود الله، فلم يكن يوجد غير إبراهيم حتى يفكر بتلك العقلية السليمة.

وأيضا من الحكم الصبر على الابتلاء والثقة بالله، فقد كان إبراهيم سيلقى فالنار، وأخذت منه زوجته إلى الملك الخبيث، وقد رأى رؤيا ذبح ابنه، ومع ذلك فقد تحلى بالصبر.

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

المحتوى